منذ مدة وجيزة عصف في وجدان اللبنانيين و في ضمير مسؤولين عالميين انفجار استهدف اغتيال الركن السياسي الوطني مروان حمادة. لكنه نجا بأعجوبة (عزاها إلى شفاعة "Notre Dame de Bac" به التي التمس حمايتها بحمله أيقونتها. و بالمقابل تحضر إلى أذهاننا صورة ركن آخر "التمس" في زمن مضى"الأمان" بتوقيع السيد عبد الحليم خدام و اللواء غازي كنعان على صورته و صورة نجله، لكن شتّان ما بين خير الألوهة و شرّ التألّه.) فيما قتل مرافقه.
"الأشباح" الشريرة لم تتورع عن تهديد الأستاذ حماده حال عودته إلى البيت عبر اتصالات هاتفية "مشوقة" "أسرّت" إليه خلالها أنّها ستُحكم الضربة في كمائن لاحقة لحليفيه و صديقيه القطبين السياسين البارزين وليد جنبلاط و رئيس حكومات سابقة رفيق الحريري كي لا يفلتا من غدرها كما حصل له.
كمنَ "عشّاق" سفك الدماء و الغدر يوم "عيد العشّاق" الإثنين( 14 شباط 2005) متحيّنين مرور موكب الحريري و "وفوا" بالوعد فتخلصوا من "خصم" له رصيد و تقدير وطنياً و عالمياًً لأنه تخلّف عن الإلتحاق "بمدرسة"
"عين التينة" و تجرّأ على الإنضمام إلى موكب السيادة و الاستقلال.
اتهموه بأنه "عرّاب" القرار الدولي 1559 و بأن مروان حمادة هو الذي صاغه خلال استضافته في سردينيا.
اتهموه في سياق اتهام جنبلاط بطعن سوريا في الظهر.
نطقوا بصوت "المسكونين" (بجنّهم) و توعدوا عُصاة الذلّ و حماة الإستقلال قبل الوقيعة بما معناه "إنّ الغد لناظره قريب".
كالوا "بسخاء" تهم العمالة لإسرائيل ولأميركا و لفرنسا.
باغتيال شهيد لبنان المغفور له رفيق الحريري و من استشهد معه أرادوا الإنقضاض على عصب الممانعة و تثبيط عزائم الأحرار وتفكيك جسرهم البشري المكين التلاصق المتعدد الأطياف المترامي الأطراف. إنه جسر الخلاص الذي سيتنكّب الوطن و ينتشله من براثن وأنياب الوحوش ليعيد اليه منابع الحرية و العزة المغتصبة بعد معاناة اختناق و ليطبق سيادة القانون الأصيل بعد طول تشويه و ليقوّم سياق العدالة الشاملة بعد حرفها عن مسارها.
بإزهاق روح "رفيق" مسيرة النهضة الوطنية الشاملة توقعوا شحذ الغرائز و "تمثيل جريمة" اغتيال كمال جنبلاط، لكن انقلب السحر على الساحر فتوطّد تحالف السياديين و توثق تآخيهم.
بهدر دم أبي بهاء كشروا عن أنيابهم و أستلّوا سيف البطش ليشهد من تسوّل له نفسه التمرد كيف "تُقطف" رؤوس المتمردين. لكن حمم غضب محبي و مؤيدي الشهيد جمدت الدم في عروق السيّافين.
ذهول و ارتباك ألمّا بقطّاع الرؤوس أمام مهابة موكب الإستقلال الوطني الحاشد فهو يجمع بين صورة قوافل الشهداء التي افتدتنا للتخلص من النير العثماني و صورة رعيل المفكرين المناضلين و أرتال الأحرار الذين طافوا الشوارع منادين بالإستقلال و برفع الإنتداب الفرنسي قبيل 22 تشرين الثاني سنة 1943.
حقق رفيق الحريري إنجازات عظيمة و نجاحاً باهراً في حياته فاستحق التقدير و ربح قلوب الناس. أما في استشهاده فحقق أروع و أثمن الإنجازات و هي إنبعاث الوحدة الوطنية في سبيل خلاص الوطن. أليس بإنجاز جليل كهذا يدخل العظماء التاريخ و يُخلّدوا؟
رداً على سؤال طرح سابقاً: من سينفذ القرار الدولي 1559 هبّ اليوم شعب لبنان متضامناً قائلاً: الأمر لي لبّيك لبنان!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق