٨.١٢.١٣

ثابتون على العهد يا جبران

المهندس حميد عواد جبران، بعد ثماني سنوات على اغتيالك الغادر غداة هبوط طائرتك في المطار المرصود نستشعر غضبك العارم مما آلت إليه أحوال الوطن الأمنيّة والاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة، عكس آمالك، بسبب تسلّط النغل على الشرعيّ داخل مؤسّسات الدولة وخارجها. نفتقد لصوتك المجلجل تحت قبّة البرلمان وفوق منبر "النهار" الذائعة التبليغ التى كرّستها منصّة لإطلاق الآراء الحرّة المناهضة للظلم والطغيان والانغلاق والمحفّزة على الانفتاح على مشارف الحضارات الإنسانيّة وشواطئ بحار المعرفة وسبر أغوارها واحتضان ثقافة احترام حقوق الإنسان. لقد أوقدت شعلة الحريّة في قلوب شباب لبنان وأندادهم العرب من خلال جعل "النهار" خميرة التغيير و"الصوت اللي بيودّي" والخميرة ما زالت ناشطة والصوت مسموعاً في عهدة نايلة وميشيل وسهام. غادرت هذه الدنيا ملهوفاً على لبنان تاركاً لكلّ لبنانيّ أصيل إكمال المهمّة التي اضطلّعت بها والتي بسبب مفاعيلها والتزامك الثابت بها ومثابرتك العنيدة عليها قرّر تحالف العقول المجرمة اغتيالك مع كوكبة من شهداء "ثورة الأرز" لإعادة اختطاف لبنان وإرعاب أهله. رغم ضراوة الإحتراب شرقنا وتداعيات التورّط فيه علينا وحدّة النزف الذي ينهكنا نعاهدك، نحن حملة القلم الضنينين بالوطن، على التصدّي للمدّ الهمجيّ إلى جانب كلّ مسؤول شريف يحصّن هرم الدولة الذي يتصدّره المواطن الأوّل الحريص على ديمومة نظام لبنان الحامي لتعدّديته وتآلف العيش فيه الرئيس ميشال سليمان. لا بدّ من لفت أنظار اللاعبين السياسيّن والكيانات الهجينة إلى الكفّ عن اغتيال آمال الشهداء والأحياء بالمثابرة على تأجيج نيران الأحقاد المذهبيّة والتورط في الصراعات الخارجيّة والتهرّب من الاحتكام للضمير والمنطق اللذين يمليان اعتماد الحوار ودعم مؤسّسات الدولة. الوضع الخطير لا يحتمل الخطاب المزدوج لمن لا يملكون حريّة قرارهم بل يتطلّب تضافر جهود كلّ المخلصين لتشكيل جبهة متراصّة تسيّج مؤسّسات الوطن وحقوق أهله. جبران، نفحة الحريّة والعنفوان المتوقّدين فطريّاً في وجدان كلّ لبنانيّ أصيل لاتخبو شعلتهما خاصّة وأنّك ولفيف جوق شهداء الوطن ألهبتموها وما زلتم توقدونها حبّاً للوطن. تحيّة إجلال ومحبّة ووفاء منّا لكم.